كان الأطباء يعتقدون سابقاً وإلى وقت قريب أن أعضاء الإحساس في الإنسان هي عبارة عن جسيمات منتشرة في دم الإنسان وتنتقل عبره إلى جميع مناطق الجسم البشري ، حتى جاء القرن الثامن عشر ليكتشف العلماء الحقيقة العلمية التي تقول : إن أعضاء الإحساس هي جسيمات موجودة ضمن جلد الإنسان ، وتحديداً في طبقة البشرة منه ، أي أنها ثابتة في مكانها ومستقرة ولا تتحرك كما كان يُعتقد سابقاً ؛ وهذا يعني أننا إذا أزلنا الجلد عن الإنسان فإنه لا يشعر بالألم - وهذا ما يحصل في حالات الإصابة بحروق من الدرجة الثالثة ( وهي التي يحترق فيها الجلد ويتفهم ) - فإن المصاب لا يشعر بألم الحروق .
والآن لنقرأ الآية الكريمة رقم (56) من سورة النساء ، وهي قوله تعالى : " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً " ... وهنا نسأل ما هو نوع اللام في كلمة (ليذوقوا) ؟!! الإجابة هي أن اللام سببية (وتسمى أيضاً لام التعليل أو لام كي) ، فيكون المعنى : أن سبب تبديل الجلود هو ليذوق الكفار العذاب ، فبعد نضوج هذه الجلود بسبب احتراقها لن يشعروا بإلم ؛ ولذا يبدلها ربنا جلّ وعلا ليستمر الإحساس بالألم .
فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم بهذه الحقيقة لو لم يكن القرآن الكريم منزلاً من عند خالق الإنسان ومبدعه ؟؟!! فالحمد لله على نعمة الإسلام أولاً وآخراً .