إن الغرض من سرد القصص في القرآن الكريم هو للأعتبار بأحداثها وتفاصيلها والإتعاظ بها ، خصوصاً قصصَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؛ فهم النماذج القدوات من البشر الذين نحاول أن نتلمس خطاهم ومناهجهم ، فليس القرآن الكريم كتاباً للحكايا والأساطير ، وهنا أنبه على أمر مهم ، وهو : الفرق بين القصة والأسطورة .. فأن القصة هي (الحكاية التي تكون أحداثها واقعية ومستندة على أحداث حقيقية) ، أما الأسطورة فهي (الحكاية التي تكون أحداثها خيالية وليست من الواقع) ؛ ولذلك نجد مشركي قريش حاولوا إلصاق هذه الفرية على القرآن الكريم ، قال تعالى " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين " النحل (24) ، فلم يقولوا : قصص الأولين ، وإنما رموا القرآن بتهمة الأساطير المختلقة .. تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً .
بناءً على ما تقدم .. سنبدأ بإذن الله تعالى سلسلة من قصص القرآن الكريم ، ونتناولها كما أراد القرآن ؛ بأن نركز على ما ركز عليه القرآن الكريم ونعرضَ عما أعرض عنه من تفاصيل لا يضر الجهلُ بها ... والقصة التي اخترناها لتكون الأولى هي قصة نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام مع الخضر عليه السلام ، والتي ذُكرت في سورة الكهف .
فما هي الدروس التي تريد هذه القصة تعليمنا إياها ؟! ننتظر مشاركاتكم أحبتنا ، ولنا لقاء بإذن الله تعالى .