رشا الشيخلي مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 740 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| موضوع: الفتى والمسامير الإثنين مايو 05, 2008 1:41 am | |
|
الفتى والمســــامير:
يُحكى أن فتىً كان صعب المراس، شديد الغضب، وكلما أغضبه أحد كان يملؤُ الدنيا صراخاً بالقبيح من الكلام فيؤذي من حوله ويجرح مشاعرهم. وفي أحد الأيام عقد الأب الحكيم العزم على أن يعطي ابنه درساً في الأخلاق فنادى ابنه وأعطاه كيساً مليئاً بالمسامير وبلا مقدمات قال له: " بني .. في كل مرة تختلف فيها مع شخص وتفقد أعصابك معه، قم بطرق مسمارٍ في سورِ الحديقة".
كان مطلباً غريباً وعجيباً من الأب ولكنه أثار انتباه الإبن وفضوله ولم يجد جواباً لأسئلته من أبيه إلا انه سيعرف الإجابة حين يأتي وقتها؛ فعزم على تنفيذ الطلب فضولاً منه لمعرفة نتيجة الطلب الغريب.
فكان في كل مرة ينتابه غضب عظيم أو يفقد فيها أعصابه، تجده يدبّ الأرض بقدميه سيراً إلى حيث يوجد السور، وقد تملّلكه الغضب والإنفعال ممسكاً بتلابيب أعصابه كي لا ينفجر بكلامه في وجه أحد.
وفي أول يوم له طرق 37 مسماراً بسور الحديقة إلى أن ناله التعب وأنهكه ذلك الدقّ ، وصار في كل يوم يدق عدداً لا بأس به من المسامير،كلما غضب طرق مسماراً ، كلما أوشك على سبّ أحد طرق مسماراً. إلى أن مرّ أول أسبوع له من تلك التجربة، وقد نوى أن يضبط أعصابه فهو أهون عليه من دق المسامير.
وبالتدريج بدأ عدد المسامير المدقوقة يومياً ينخفض شيئاً فشيئاً إلى أن جاء اليوم الذي لم يدق فيه الفتى مسماراً واحداً في سور الحديقة على الرغم من غضبِه فقد تعلّم كيف يتحكم في أعصابِه.
وعندما ذهب إلى والده ليخبره بذلك الخبر السعيد؛ فإذا بوالده يخبره : " بني .. الآن قم بخلع مسمارٍ واحدٍ عن كل يومٍ يمرُّ بك دون أن تفقد أعصابك فيه". وياله من مطلب آخر عجيب ، ألم يطلب منّي يوماً أن أدق تلك المسامير، حسناً سأنفذ له ما طلب.
ومرّت عدة أيام وقد أزال الفتى المسامير، وقد جاء إلى حيث والده كي يخبره وكله شوق لأن يعرف لم فعل ذلك! وهاقد قام والده باصطحابه إلى ذلك السور الذي قد شبع دقاً، وطلب منه أن يمعن النظر في السور، ثم قال له:
" بني.. قد أحسنت التصرف فأطعتني ولم تعصني، ولكن أي بني انظر إلى تلك الثقوب التي تركتَها في السور فهي أبداً لن تزول، ولن يعود السور أبداً كما كان".
"يابني.. حينما كانت تشبّ مشادّة بينك وبين الآخرين، فتفقد أعصابك في حينها، ثم يخرج منك السيء من الكلمات لهم، فأنت قد تركت جرحاً بأعماقهم،وطرقت بها ثقوباً كتلك التي في السور".
"أنت إن استطعت أن تخرج سكيناً من جوف أحدهم بعد أن طعنته بها، وقد تركت بقلبه جرحاً غائراً، قد يلتئم تاركاً مكانه أثراً، فمهما تأسّفتَ واعتذرتَ على ما فعلتَ فإن ذلك الجرح لا زال موجوداً "
"يابني، إن جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان ، والأصدقاء جواهر نادرة، هم يبهجونك ويساندونك ، هم جاهزون لسماع شكواك في أي وقت تحتاجهم فيه، هم بجوارك وقلوبهم مفتوحة لك، لذا فلتُرِهِمْ مدى حُبَّكَ لهم".
قال ابن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ماسمعتُ أبي ناظرَ أحداً قط فرفع صوته
| |
|
ايمان محمد مشرف يحمل الوسام البرونزي
عدد الرسائل : 111 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 16/04/2008
| |
رشا الشيخلي مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 740 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| |
* الإيـــمـــــــان * المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 518 الموقع : تحت ظلال الزيزفون تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| |
رشا الشيخلي مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 740 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| |