مصطفى محمد مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 95 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 16/04/2008
| موضوع: مدرسة الحديث - 2 السبت أبريل 26, 2008 12:11 pm | |
| السلام عليكم .. أهلاً بكم إخوتي أخواتي من جديد .. وإليكم الدرس الثاني من دروس علم مصطلح الحديث :بسم الله الرحمن الرحيمالفصل الأول : تقسيم الخبر باعتبار وصوله إلينا ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى قسميْن : 1- فإنْ كان له طرقٌ بلا حَصْرِ عددٍ معينٍ فهو المتواتر . 2- وإن كان له طرقٌ محصورةٌ بعددٍ معينٍ فهو الآحاد . ولكلٍّ منهما أقسامٌ وتفاصيل ، سأذكرها وأبسطها إنْ شاء الله تعالى ، وأبدأ ببحث المتواتر . المْبحَثٌ الأول : الخبر المتواتر 1- تعريفه : أ) لغةً : هو اسمُ فاعلٍ مشتقٌّ من التواتر : أي التتابع ، تقول : تواتر المطرُ ، أي : تتابع نزولُه . ب) اصطلاحاً : ما رواهُ عددٌ كثيرٌ تُحيل العادةُ تواطؤَهم على الكذب . ومعنى التعريف : أي : هو الحديثُ أو الخبرُ الذي يرويهِ في كلِّ طبقةٍ من طبقاتِ سَنَدِهِ رواةٌ كثيرونَ ، يحكم العقلُ عادةً باستحالةِ أن يكونَ أولئك الرواةُ قد اتفقوا على اختلاق ِهذا الخبر . 2- شروطُه : يتبين من شرح ِالتعريف أن التواترَ لا يتحققُ في الخبرِ إلاّ بشروطٍ أربعة ، وهي : أ) أنْ يرويَهُ عددٌ كثير . وقد اُختلف في أقلِّ الكَثرةِ على أقوال ، المختارُ أنهُ عشرةُ أشخاص . ب) أنْ توجدَ هذه الكثرةُ في جميع طبقاتِ السند . ت) أنْ تُحيلَ العادةُ تواطؤَهُم على الكذب [1] . ث) أنْ يكونَ مُسْتَنَدُ خبرِهِم الحسّ . كقولِهم : سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو ..... أما إنْ كان مستندُ خبرِهم العقل ، كالقولِ بحدوثِ العالم مثلاً ، فلا يُسمى الخبرُ حينئذٍ متواتراً . 3- حُكْمُه : المتواتر يُفيدُ العلمَ الضروري ، أي : اليقيني ، الذي يَضطر الإنسانَ إلى التصديق بهِ تصديقاً جازماً ، كَمَنْ يشاهدُ الأمرَ بنفسِه كيف يترددُ في تصديقه ؟! فكذلك الخبرُ المتواتر ؛ لذلك كان المتواترُ كلُّهُ مقبولاً ، ولا حاجةَ إلى البحثِ عن أحوالِ رواته . 3- أقسامُه : ينقسم الخبرُ المتواترُ إلى قسميْن ، هما : لفظيٌّ ومعنوي . أ) المتواترُ اللفظيّ : هو ما تواترَ لفظُهُ ومعناه . مثل حديث " مَنْ كذب علىَّ متعمِّداً فَلْيتبوأْ مَقْعَدَهُ من النار " رواه بضعةٌ وسبعونُ صحابياً . ب) المتواتُرُ المعنويّ : هو ما تواترَ معناهُ دونَ لفظِه . مثل : أحاديثُ رفع ِ اليديْنِ في الدعاء . فقد وردَ عنهُ صلى اللهُ عليه وسلم نحوُ مائةِ حديث ، كلُّ حديثٍ منها فيه أنهُ رَفَعَ يديْهِ في الدعاء ، لكنها في قضايا مختلفة ، فكلُّ قضيةٍ منها لم تتواترْ ، والقَدْرُ المشتركُ بينها ـ وهو الرفعُ عندَ الدعاء ـ تواترٌ باعتبارِ مجموعِ الطُّرُق . 5) وجودُه : يوجدُ عددٌ لا بأسَ بهِ من الأحاديثِ المتواترة ، منها حديثُ الحوض ، وحديثُ المسح ِعلى الخُفَّيْن ، وحديثُ رفع ِاليديْنِ في الصلاة ، وحديــثُ " نضَّرَ اللهُ امرءاً ، وغيرُها كثير ، لكنْ لو نظرنا إلى عددِ أحاديثِ الآحاد لوجدنا أن الأحاديثَ المتواترةَ قليلةٌ جداً بالنسبة لها . 6) أشهرُ المصنفاتِ فيه : لقد اعتنى العلماءُ بجمعِ الأحاديثِ المتواترةِ وجَعْلِها في مُصنفٍ مستقلٍّ ؛ لِيَسْهُلَ على الطالبِ الرجوعُ إليها . فمن تلك المصنفات : أ) الأزهارُ المتناثرةُ في الأخبارِ المتواترة : للسيوطي . وهو مرتبٌ على الأبواب . ب) قَطْفُ الأزهار : للسيوطي أيضاً . وهو تلخيصٌ للكتابِ السابق . ت) نظمُ المتناثرِ من الحديثِ المتواتر : لِمحمدِ بن جعفر الكتاني . [1] وذلك كأن يكونوا من بلاد مختلفة ، وأجناس مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، وما شابه ذلك . وبناءً على ذلك ، فقد يكثرُ عددُ المخبرينَ ولا يثبتُ للخبرِ حكمُ المتواتر ، وقد يقلُّ العددُ نسبياً ويثبتُ للخبرِ حكمُ المتواتر . وذلك حسبَ أحوال ِالرواة . | |
|
رشا الشيخلي مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 740 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| |
ثريا مشرف يحمل الوسام الفضي
عدد الرسائل : 309 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| |