مائدة القصص القرآني - 2

أهلاً بكم إخوتي أخواتي الأحبة في الله تعالى .. القصة التي سنتناولها على مائدة القصص القرآني هي قصة لقمان عليه السلام مع ابنه ، فما هي الدروس والعبر التي تعطينا إياها هذه القصة ؟!

بانتظار مشاركاتكم إخوتنا ...

سلمت يداك أستاذي الكريم بوركت والله تعطينا أكثر القصص عبره وموعظه كيف نتعلم منها كيف يتعامل الوالد مع ولده وكيف ينصحه وقبل كل شيء أن لاأحد يالكون يحبنا ويريد لناالخير إلا والدينا أدام الله لنا إياهم تاج على رؤسنا نعتز به ونفخر بهم فلا احد في الكون يريد لناالنجاح والسمو إلاهم قصة لقمان لها عبر ومواعظ انتظر الأعضاء ولي عوده ولك تحياتي ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الدروس والعبر المستفادة من قصة لقمان مع ولد:-

1- التحذير من الشرك وانه ظلم عظيم " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "

2- أهمية طاعة الوالدين والإحسان إليهما وإن كانا مشركين ولكن لايطاعان فيما فيه معصية الله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا"

3- التذكير بعظمة الله تعالى وعلمه والنهي عن ظلم الناس ولو بمقدار الخردلة فالله تعالى قادر على أن يأتي بها ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ))

4- أهمية الصلاة وإقامتها (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)) أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها

5- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) والصبر على الأذى الذي يتعرض له .. نتيجة لذلك ووصفه بأنه من عزم الأمور ((إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) التي لامحيد عنها

6- النهي عن التكبر .. عند الكلام مع الناس .. ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)) قال أهل اللغة : وأصل الصعر داء يأخذه الإبل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذا كلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم.

7- النهي عن المشي على سبيل التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس (( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))

8- ولما نهاه عن التبختر والغرور في المشي أمره بالقصد في المشي .. (( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ))

9- ثم نهاه عن رفع الصوت في الكلام فإن احدّ الأصوات وانكرها هو صوت الحمير (( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ))

10- وآخر الدروس والعبر المستفادة هو أن الناس ليس بأشكالهم لكنهم بحكمتهم وحلمهم وعقولهم .. فقد ذكر أن لقمان كان عبداً حبشياً .. ومع ذلك قال الحق تبارك وتعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ" أي الفقه والإصابة ...

دمتم في أمان الله وحفظه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال المستشرق (هرشفلد):
"ليس للقرآن مثيل في قوة إقناعه وبلاغته وتركيبه وإليه يرجع الفضل في ازدهار العلوم بكافة نوحيها في العالم الإسلامي"

جزاكما ربي خيراً كثيراً أختيَّ الكريمتين " الإيمان ورشا " ، وسلمت يداكِ أختي " رشا " لهذه الدروس القيمة ... والله دروس قيمة بالفعل !!

أستاذ مصطفى محمد لاتتأخر علينا ننتظر قلمك لاحرمنا عطائك أبدا نرجو عودتك لنا سالم غانم بإذن الله تقبل عاطر تحياتي ....

مائدة القصص القرآني - 2 72537

أهلا بكم من جديد إخوتي أخواتي على مائدة القرآن الكريم ، وهذه بعض الدروس المستفادة من وصايا لقمان لابنه ، والله تعالى أعلم :

1. كان الكلام بين الأب وابنه بشكل موعظة " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ " ، وفي هذا دلالتان : الأولى : أن يشملَ الأبُ ولدَهُ بالاهتمام والرعاية والنصيحة . الثانية : أن يكونَ الكلامُ بصيغة الوعظِ الهادئ ، لا الصراخ ِ وتوجيهِ الأوامر .

2. استعطافُ الابن وإشعارُهُ بحبهِ والخوفِ عليه ؛ ولذا ناداهُ بلفظ " يَا بُنَيَّ " ، فلم يُسَمِّهِ باسمهِ مثلاً أو ( يا ولد ) كما يفعل أغلب الآباء !!

3. التحذير من الأشد خطراً أولاً ثم انتقل إلى الأقل ؛ ولهذا بدأ بالتحذير من الشرك " لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " ، ولنتذكرْ قولَهُ تعالى في سورة أخرى " ِانَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ " سورة النساء ( 48 ) .

ثم تنقطع سلسلة وصايا لقمان لتأتيَ وصية ربِّ العزة بالوالديْن ِ وبرِّهما ، وإنْ دَعَواهُ إلى الإشراك فلا تجوز طاعتهما هنا ، ولكنَّ هذا لا يمنع الاستمرارِ بحُسْن ِ صُحبتِهما مع ذلك " وَوَصَّيْنَا الانسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "... وتأتي هاتان ِالآيتان ِ في تناسقٍ رائع وسط وصايا لقمان .

4. بعد أن انتهى الأبُ من تحذير ابنه من الشرك ، بدأ بزراعة الخوف من الله تعالى وخشيته في نفس ِ ولده ، فجاءت النصيحة بمراقبة الله تعالى وأنه عليمٌ بالأمور كلها ، صغيرِها وكبيرِها ، عَلَنِها وسِرِّها ، ولو كانت مثقالَ حبةٍ من خردل " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " .

5. والآن بعدَ النهي ِ عن الشرك وزرع ِ وازع ِ الخوف من الله تعالى (وهما أساسا العقيدة الصحيحة ) .. انتقل الآبُ إلى الجانب العملي من الشريعة ، أي : العبادات ؛ فبدأ بأهمِّها وهي الصلاة " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ " .. وفيها إشارة إلى بقية العبادات من زكاةٍ وصيام ٍ وحجٍّ وغيرها .

6. الآن اكتمل بناءُ الولد في نفسِه ، ولكنْ هل يكفي هذا ؟!! بالتأكيد لا ؛ فلا بدَّ أن يتحرك المسلم على مَنْ حوله ويقومَ بواجبه كخليفةٍ لله تعالى في أرض ِ الله تعالى .. وهنا يأتي واجبُ الدعوة إلى الله سبحانه " وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ " .

7. والآن يذكر لنا لقمان قاعدة ًعظيمة في الدعوة والتربية : فمن جانب الدعوة : أن الدعاة سيتعرضون للأذى في سبيل دعوتهم ، ومن جانب التربية : نصحَ الأبُ ابنَهُ بالصبر على ما سيلاقيهِ في طريق دعوته ؛ وذلك ليجعلَهُ مستعداً تمامَ الاستعداد ، وأيضاً لِيُبينَ له أن الطريقَ ليست مفروشة بالأزهار " وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ " . وهكذا ... يلخص الأبُ لابنهِ حقيقة أن الإيمانَ نصفان : نصفٌ شكر " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ " ، ونصفٌ صبر " وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " .

8. بعد ذلك .. انتقل الأبُ إلى منظومة الأخلاق ؛ فنهى ولدَهُ عن الكِبْر والخُيَلاء ، وأمرهُ بالتواضع والأدبِ وخفض الصوتِ مع الناس " َولا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ " .

فتأملوا - أحبتي - حالَ الأبِ الصالح مع ابنِه ، وإين آباؤنا من ذلك .. وأين نحن من أبناءنا .. بل أين نحن من القرآن الكريم واستخراج كنوزهِ ودفائنِه ؟!!

اللهم اجعلنا من أهلِكَ أهل ِ القرآن يا الله ، اللهم علمنا منه ما جهلنا ، وذكِّرنا منه ما نسينا ، واجعله حجة لنا لا علينا ، وارزقنا حفظَهُ وتلاوتَهُ والعملَ به آناءَ الليل ِ والنهار ... اللهم آمين .

ولا تنسونا من صالح دعائكم .

شكر الله لك أخي الكريم هذاالموجهود الرائع وتعطيرك منتدانا بمواضيعك المميزه تستحق دعوات في ظهر الغيب وهنا ايضا :
اسأل الله لأخونا الكريم الأستاذ (( مصطفى محمد ))في هذا اليوم حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر وهموم تتطاير وان يجعل بسمته سعادة وصمته عباده وخاتمته شهادة ورزقه في زيادة وبكل زخة مطر وبعدد من حج واعتمر ....إلهي وسيدي ومولاي ..
أرفع لإخينا ذكراً ..
وأصلح له أمراً ..
وأغفر له وزراً ..
وأطل له عمراً ..
وأشرح له صدراً ..
ولا تريه ذعراً ..
وأملأ قلبه صبراً ..
ولسانه شكراً ..
وأجعل له من كل عسر يسراً ..
وزده إيماناً ووقاراً وسعادة .. ثم إخلاصاً وسترا
وهبه الله جبالاً من الحسنات..وأغرقه في آبار من الخيرات..
وجعل رزقه أنهاراً من الجنات..وغمره بسيول الرحمة من السماوات..
وأنبت بأرضه أحلى الثمرات..وفقه الله وسدد له جميع الخطوات..
ولبى مافي قلبك من الدعوات..
أحبابي فقط أمنو يارب يتقبل منا ومنكم صالح الدعاء وشكر الله لكم ......