من لي .... بسيندرلا....
تلكَ الفتاةُ الوديعة التي كنا نقرأ عنها بالحكايات ...حتى كانت تتمنى من هُنَ ضَمنَ مجموعتنا منَ الفتيات ونحنُ صغار ...لو يَكنَ ...سند ريلا...
تلك الفتاة ...البسيطة ...المتواضعة ...التي لا يعرف الغرور والتَكبر طريقاً لها ... بل هوة الكبرياء وعزة النفس الزكيةَ....
تلكَ الفتاة المليئةُ بالحنان ... لا فرق عندها بين بَشرٌ وجمادٍ و***** ...فلكلُ يستحق الحنان بحسبِ مفهومها ...
كريمةٌ سَخية... تستقطع من طعامها وقوتها الذي لا يكادُ يكفيها ..لتطعم به الطيور والأرانبَ والغزلان ....
من لي بسيندرلا .....
تَلكَ الفتاة ...البريئةُ ...كبراءةِ الماس من الشوائب ....
قلبها أبيضٌ ناصع ...وعيناها كبحرٍ واسع ....
ووجنتانِ حمراوان ...من خَجلٍ لا يفارق .....
من لي بسيندرلا .....
أن أحبت ...أحبت بصدقٍ ... لا تراوغ ...
صافيةً كالعسل ...لا تَبغض ...لا تَكره .... لا تحِقد.....
من لي بسيندرلا .....
ما بالَ قومنا ... ما بالَ بعضَ نساءنا....
وتأريخنا العربي والإسلامي مليء بنساءٍ فُقنَ في الخلقِ والأدب ...ما كنا نقرأ في أسطورةِ سند ريلا ...
لماذا أصبحت من الوصايا والمُلزمات التي ينبغي أن تتحلا بِها الفتاةُ اليوم بحجة امتلاك الحصن الحصين من طوارئ الحاضر ...بأن تكون الفتاة على قَدرٍ كبير من المكرِ والدهاء ... وسوء الضَنِ أن حَسِنَ التعبير ....
أأصبحَ الخَجلِ والورع اليوم من تقليعات الماضي .. وباتت صِفةَ نَكرة لا ينبغي التحلي بها .....
أئن كانت الفتاة حَنونةَ وكريمةَ ,,, أفأنَ هذا سيضفي بعضَ الصبغة السيئة على سمعتها بين الناس .....وسيفسر الحنان والكرم بحسبِ المفاهيم الاجتماعية المغلوطة على أنها عيوب أخلاقية ...لا محاسن .....
وهل صحيح تفشت فكرة مفادها أن الرجل اليوم ...يخشى من أن يرتبط بفتاةٍ بمصطلحِ (خام) ...لأنها وحسبَ ما تقوله الفكرة ..أنها ستكون قليلة الوعي والإدراك بسبب قلة الخبرة والتجربة ....
لماذا أعلنت بعض النساء في زماننا هذا تمردُهنِ وأنقلابُهنَ على صفاتٍ خَصهن الله عز وجل بِهنَ وميزهُنَ بها عن الرجل وأصبَحنَ يصفنَ من يُذكرهُنَ بهذهِ الصفات بأنهُ رجعي ٌ عيرِ متمدن ...
لماذا أصبحَنَ يكرَهَنَ البساطةِ والتواضع ... ويستنكرنَ هذين الصفتين على أنهما يدفعنَ المرأة للذلِ والتنازل ....فما تفتأ أحادهُنَ أن تصرخ بوجهِكَ قائلةٌ (ذَهبَ زَمنُ وئدنا).....
ما بالَ تلكَ النساءُ اللواتي يتبادلنَ الآراء والأفكار التي ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان ...فتقول إحداهن للأخرى ...لِتَكن شخصيتكيِ قويةٌ ...فلا تدعي لزوجكي من زلةٌ عليكي ...أهي معركةٌ ضروس وحربٌ البطحاءُ هذي التي أصبحت العلاقةُ الزوجيةِ عليها اليوم .....
أنا لا أدعو للكمال ...فالكمالُ لله وحدة ....
ولكني أدعو للتحلي بهذي الصفات ومن كلا الجنسيين ...السَكينةُ والعقل والحُبِ والرَحمة والمودة والعاطفةُ والبساطة والرقة والدفء والحنان ..مع خليطٌ من الكبرياءِ وعزةُ النفس ونكران الذاتِ لِمن نحب ...وجمالِ الروحِ وصفاء النفس ....
أيةُ رايةٌ هذهِ التي رفَعتُهنَ يا حفيداتُ خديجة وعائشة وفاطمة وخولةُ بنتِ الأزور وذاتُ النطاقين ....سلامٌ من الله عليهُنَ أجمعين ...
عودوا إلى الله .... عودوا إلى الحكمةِ والموعظةِ الحَسنةَ ...
قَبلَ أن يأتي يوماً لا ينفعُ فيهِ قصاتُ الشعرِ الرجالية .. وارتداء البنطلون والتبرج والتقليد في الأقوال والأفعال .........