[size=18]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إخوتي أخواتي الكرام : نصرة منا لحبيبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، سأقوم باخنيار حديث شريف من أحاديثه صلى الله عليه وسلم بشكل دوري ، ثم أذكر بعض الدروس المستقاة منه ، وأترك البعض الآخر من الدروس عليكم ؛ حتى نشارك جميعاً في استنباط الدروس والعبر من كنوز السنة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ... ولنبدأ من اليوم :
الحديث الأول :
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئٍ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " . رواه البخاري ومسلم .
الدروس :
1- النية هي الأساس في قبول الأعمال وردها ؛ ودليلنا هو الحصر الوارد في الحديث الشريف والذي أفادته (إنما) وهي أداة تفيد التوكيد والحصر ، والمعنى : أن الأعمال قبولُها محصور على النية التي من أجلها عُملت هذه الأعمال ؛ ولذلك فإن نيّة المرء خير من عمله كما ورد في الأثر.
2- إذا أردنا أن ننال الأجر بأعمالنا فعلينا أن نريد بها وجه الله تعالى ؛ لأنه هو الذي يثيب ويعطي الأجر ، فينبغي إذاً أن تنصرف إراداتنا ونياتنا إليه سبحانه وتعالى ، " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً " الإنسان (9) .
3- الإخلاص من أول المبادئ التي دعا إليها الإسلام وعمل على تأسيسها في نفوس أتباعه ، ونظرة سريعة على السور المكية تؤكد لنا ذلك (مثلاً جزء عمّ) ؛ إذ زخرت الآيات المكية بالتأكيد على الإخلاص .. ولكن ما هو الإخلاص ؟؟!! الإخلاص ببساطة شديدة أن نريد وجه الله تعالى وحده بأعمالنا وأقوالنا ، وفي القرآن الكريم " لبناً خالصاً " أي صافياً خالياً من أي شائبة ... وهذا هو الإخلاص .
والآن ... أترك بقية الدروس عليكم .. وأنا في انتظار مشاركاتكم ...
تلميحات :
ماذا عن أثر الإخلاص في العمل على الحياة الدنيا قبل الآخرة ؟ ولماذا يستخدم القرآن الكريم صفة (المخلِصين) بكسر اللام أحياناً ، بينما وفي أحيان أخرى يستخدم صفة (المخلَصين) بفتح اللام ؟؟!! أنا في الإنتظار