في أرض السواد سطر العرب والمسلمون أروع البطولات التي مرغت إنوف الفرس التراب وخلدوها بإطلاق أسماءها على مدن العراق أمثال المثنى و ذي قار والقادسية ، وظلت تلك الإسماء شوكة تنغص على الفرس حياتهم وتقض مضاجعهم كلما سمعوا احداها يتردد على لسان اي شخص سواء بوسائل الإعلام او المحافل الدولية او حتى على صعيد الشارع ، وكانوا يتمنون أن يتمكنوا من محوها وإزالتها من القواميس والمعاجم والمصطلحات العربية وحتى من لسان أي عربي أو مسلم .
فالمثنى وذي قار تذكرهم بأول معركة مرغمت فيها قبائل عربية أنف كسرى وجيشه العرمرم فكان أول نصر للعرب على الفرس .
أما القادسية فهذا الإسم لم ولن ينسوه عندما دحر فيها المسلمون آخر فلول كسرى من أرض العراق بقيادة سعد إبن أبي وقاص .
وزاد على ذلك أن العراق في معركته في حرب الخليج مع جارة السوء إيران اطلق على حربه معركة القادسية الثانية لكي يذكرهم إن المعتدي مصيره الخيبة والخذلان ، ما زاد من حنقهم وحدقهم على العراق وأهله ، فالعمائم السوداء في قم تسربلت بدين الإسلام لتخفي زندقة المجوسية لتبث سمها الرعاف في جسد الإسلام .
وبمجىء الإحتلال ظن الفرس أن الفرصة قد سنحت لهم لتغيير تلك الأسماء كي يستريحوا من هم مئات السنين ، من حلم مزعج أفسد عليهم منامهم فأوعزوا الى أذنابهم من أحزابهم في العراق بأن يجب تغيير بل العمل على نسيان وتناسي تلك الأسماء من ذاكرة العراقيين فبدأ عملائها بطرح أسماء بديلة في فضائياتهم وحتى في تصريحاتهم وفي بيانتهم وفي شتى الوسائل محاولين محو تلك الأسماء فأطلقوا الناصرية على محافظة ذي قار و السماوة على محافظة المثنى والديوانية على محافظة القادسية وبحجة أن تلك المسميات أطلقها حزب البعث على تلك المدن والمحافظات حسب وقولهم ، وبدأت الحيلة تنطلي على بعض الناس من العامة بل حتى على بعض السياسيين ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية .
وهنا يكمن الخطر ، فالفرس يريدون محو صفحة من تأريخنا ، من تأريخ العرب ، من تأريخ المسلمين لذا يجب على كل شخص في بيته أن يلقن أولاده تلك الأسماء ويعرفهم بحقيقتها وكذلك في الشارع وفي العمل وفي كل مكان .
كيلا ننسى تأريخنا وكيلا ننسي أعدائنا بماضيهم .