ذات نهار مشمس جميل ، كنت أنظر إلى السماء ،
فلمحت كتلة هائلة سوداء ، كانت تتحرك بايقاع جميل ، وحركات منسقة . كانت آلاف من الطيور
السنونو المهاجرة السوداء . تروح وتجيء في عرض السماء ، وكأنها قطيعة متراصة ، تفرش أجنحتها وتضمها بحركات منتظمة موزونة .
وتساءلت في
سري " ما السر في ذلك إذ ليس من المعقول ألا يخطيء أحدها فيرتطم جناحه بجناح الآخر ويسقطان معاً ،
لكن شيئاً من هذا لم يحدث وعلى الرغم من أن علماء الطيور ،
يفسرون هذه الظاهرة تفسيرات كثيرة وربما يختلفون في التفصيلات ،
يتفقون على أن هذا
الطير منظم ودقيق ومضبط إلى حد بعيد وحركته تشكل جزءاً متوافقاً مع حركة سربه ،
وإن أي خلل في ذلك قد يؤذي بقية السرب ، ويخلخل طيرانه .
ما أردت أن أقوله لكم ، هذه المرة ، أننا بوصفنا أفراداً لا نغدو كوننا طيوراً في سرب عظيم ،
هو المجتمع ، فإذا اتسقت حركتنا مع حركته كانت حياتنا أكثر
راحة واطمئناناً وإذا ما جاءت حركتنا نشازاً ،
وحياتنا أكثر حيرة وارباكاً .